الطريقة التربوية في تربية الأطفال

الطريقة التربوية في تربية الأطفال

الطريقة التربوية في تربية الأطفال

جمع وترتيب : فؤاد ادعيس

إن الطريقة التربوية في تربية الأطفال خطيرة للغاية وفي أيامنا هناك أساليب تربوية جديدة تحكم مجتمع الأسرة ولكن للأسف يستمع الأهل بشكل كامل إلى الطفل ويحصل الأطفال بسرعة على ما يريدون وهو أمر غاية في الأهمية وخطير.

أفضل سن لتربية الأطفال هو سن الثالثة حيث يتعلم الأطفال من هذا العمر ويتعلمون اللغة باستمرار بشكل أبطأ من أي وقت آخر وهذا هو الوقت المناسب لتربيتهم تربية صحيحة ومن خلال نصائح للأمهات في تربية الأطفال سيتعلمن الأساليب الحديثة لينشأ جيلًا صالحًا:

نصائح للأمهات في تربية الأطفال

تواجه الأم بعض الصعوبات عند تربية الأطفال حيث تعتبر تربية الأطفال من أصعب المهن التي تمتهنها الأم في حياتها فهي بقدر صعوبتها فإن تطبيقها سيكون على أكثر الأشخاص محبة لهم وتعاطفًا معهم بسبب غريزة الأمومة التي تحكم القلب والعقل معًا.

لهذا السبب نجد الكثير من الأمهات تبحثن عن الطريقة المثالية في تربية أطفالهن لتحقيق المعادلة الصعبة التي تتجلى في التوازن بين الحب الذي تكنه الأم لأطفالها وبين تنشئة هذا الطفل تنشئة يستطيع الاعتماد على نفسه ومواجهة الحياة بشكل صحيح من خلال التربية الصحيحة التي تمارسها عليه.

ومن بين النصائح التي يمكن أن نقدمها للأم عند تربية أطفالها هذه الخطوات الهامة:

ضعي قواعد صارمة:

نوبات الغضب

عندما تضعي بينك وبين طفلك قواعد صارمة وغير مسموح تجاوزها يجب أن يحترمها طفلك حتى وإن كان صغيرًا.

فالطفل في عمر صغير يعتقد أن بإمكانه فعل ما يريد وأن هذا مسموح به دون منازع مما يميل إلى التذمر والصراخ واللجوء إلى نوبات الغضب التي تُجبر الأهل لتلبية رغباته دونما إبطاء.

هنا يأتي دورك في أن تتجاهلي نوبات الغضب التي يأتي بها من خلال تجاهل هذه النوبات والصراخ والغضب وعدم الالتفات إليه ليعرف أن القواعد التي تأتي بها أمه ليست وهم وإنما هي حقيقة يجب عليه أن يتقيد بها ويحترمها.

وستجدين أن طفلك في كل مرة يتذمر ستخف عنده نوبات الغضب ليصل إلى مرحلة احترام هذه القواعد بشكل جدي ودون أي اعتراض واحترام هذه الحدود.

اشرحي لطفلك فيما بعد سبب هذه القواعد:

بالطبع ليس عليك أن تفسري لطفلك سبب وضعك لهذه القواعد الصارمة تجاه بعض السلوكيات التي يقوم بها إلا أنه بعد أن تخف لديه نوبة الغضب ويهدأ ويحترم الحدود في المرات القادمة عليك شرحها له فسوف يعرف أن هذه القواعد ليست قواعد تعسفية ومن المؤكد سيتبعها بكل طيبة منه.

مثال على ذلك: ليس عليك أن توضحي سبب طلبك من طفلك بضرورة جمع ألعابه ليذهب للنوم الساعة الثامنة وخاصة أن السبب الرئيسي لهذه الخطوة هو أن تنعمي ببعض الهدوء والراحة لبقى جسمك قويًا إضافة لإنجازك لبعض الأعمال وطفلك نائمًا، لذلك يمكنك أن تخبري طفلك بعد فترة وعندما يستجيب لرغبتك أنك ترغبين في أن يجمع ألعابه ليذهب للنوم الساعة الثامنة حتى يتمكن من العثور على هذه الألعاب عندما يريدها مرة ثانية بسهولة.

عرفي طفلك على السلوكيات الإيجابية:

تعريف الطفل السلوك الصح

في كل الأيام التي يكون طفلك معك يجب أن يتعلم السلوكيات الإيجابية ويعتاد عليها ويحب اتباع هذه القواعد من خلال ادراكه وتقديره لهذا السلوك الإيجابي كأن تطلبي منه ترتيب سريره أو يساعدك في تحضير طاولة الطعام والسماح لأخته باللعب بألعابه.

اتبعي هذه القواعد بنفسك:

من أكثر النصائح للأمهات في تربية الأطفال تأتي هذه النصيحة في ضرورة اتباعك لهذه القواعد التي تضعيها وبنفسك لأنه عندما يرى طفلك تصرفك الإيجابي فسوق يقلدك ويتبع تصرفاتك.

كوني قدوة له بتصرفاتك الإيجابية بشكل دائم فأنت المرآة التي تعكس كل الدنيا ومفاهيمها أمامه بشكل جلي وواضح.

لا تتجاهلي الخطأ الذي يقوم به طفلك:

إن لم يقم طفلك ببعض السلوك الصحيح فلا تتجاهلي عدم اتباعه لذلك وتهملي الموضوع بل يجب أن تشعريه ببعض الذنب تجاه تصرفه وتعلميه كيفية التمييز بين الصواب والخطأ.

اعتبري هذه فرصة لتعليم طفلك وأكيد أنه من الصحيح أن نرتكب الأخطاء لكن يجب أن نتعلم كيف نتصرف في المرات القادمة.

تحسين مهارات حل المشكلات:

مناقشة الطفل

واحدة من أهم النصائح لتربية أطفال طيبين هي تنمية مهارات حل المشكلات لدى أطفالك. أحد أهم أسباب سوء تصرف الأطفال هو شعورهم بالإحباط والعجز. سيتصرف الأطفال بشكل أفضل عندما نمنحهم الأدوات التي يحتاجونها لحل مشاكلهم بأنفسهم. لأنهم سيكونون مجهزين بشكل أفضل للعناية بأنفسهم ولن يركض إليك طفلك وهم يبكي عند أول مشكلة يواجهها.

دعي طفلك يقرر:

بمجرد إدراك الطفل للأشياء عليك أن تمنحيه الفرصة لاتخاذ الخيارات المختلفة في حياته مثال على ذلك:

هل تريد أن تشرب عصير البرتقال أو الفراولة؟ أو هل تريد أن تلبس البيجاما ذات الأكمام الطويلة أم القصيرة؟

إن طرح هذه الأسئلة عليه ليختار يتم على خطوات مما يشجعه على أن يقول رأيه ببعض الأمور بشكل سهل دون أن يسبب لك أي مشكلة وربما وجدت في بعض قراراته ما يريحك أكثر مما لو قررت أنت عنه.

الأطفال في هذا العمر لا يفهمون على الفور ما تقوليه. ومع ذلك إذا طرحت عليهم أسئلة يمكنك زيادة مستوى وعيهم.

اجعليه يفكر بشكل إيجابي:

بإمكانك أن تتوصلي مع طفلك لحلول لبعض مشكلاته من تفكيره لأنه سيتفاجأك بالحلول التي يعطيها لذلك اجعليه في بعض الأمور يفكر كيف يجد الحل لمشكلة معينة، مثال على ذلك:

عندما يسألك طفلك ماذا أفعل لأرتب ألعابي في الخزانة وهي منتشرة في كل مكان في الغرفة، أعيدي عليه السؤال نفسه بقولك له وماذا تعتقد عليك أن تفعل؟ ستجديه يجد الحل بعد التفكير في أن يقوم بجمعها أولًا ثم وضعها في الخزانة وهكذا …

سوف يمنحه رد الفعل هذا الثقة في قدرته على اكتشاف الأمور من حوله.

ساعدي طفلك لتعلم التحلي بالصبر وحب الانتظار:

فليست كل الأشياء متاحة في أي وقت لذلك يجب أن تدربي طفلك على التحلي بالصبر فيما لو أراد شيئًا ما ومن الصحيح أنه لا يمكن لأحد أن يحب فترة الانتظار إلا أنها ضرورية ليتعلمها طفلك لأنه من خلال الصبر ستكون تصرفاته جيدة ولن يسيء التصرف أو يتصرف باندفاع عند مواجهة أي مشاعر في المستقبل.

إذا كان طفلك يريد شيئًا فلا تعطيه ما يريد على الفور بل دعيه يشعر بعدم الراحة والانتظار يسمح له بإجراء تغيير كبير.

مثال على ذلك: من خلال عدم إعطائه العصير فورًا عندما يطلب ذلك فإنك تساعديه في التدرب على إدارة نفاد صبره.

أخبريه باسم المشاعر التي يشعر بها:

هذه من النصائح الهامة التي يجب عليك الاهتمام بها في تربية طفلك وهي أن تسمي له كل شعور يحس به دون أن تبذلي أي جهد وتزيدي من مدارك طفلك في أحاسيسه ومشاعره.

فمثلًا شعور الطفل بالإحباط في عدم قدرته تركيب لعبته وهنا لا يستطيع أن يعبر عن شعور الإحباط إلا أنه يمكنك أن تقولي له: “أنا أعرف أنك محبط لأنك لم تقدر على تركيب لعبتك ولكن حاول مجددًا” وعندما تجدينه استطاع تركيبها أثني عليه وعلى صبره.

عندما يشعر أنه سعيد لأن فلم الكرتون الذي يراه شد انتباهه يمكنك أن تقولي له أنا أعلم أنك سعيد من هذا الفلم الرائع.

الانخراط في الأنشطة التي تشجع على الصبر:

من بين النصائح الهامة لتربية طفلك تشجيعه في الانخراط بالأنشطة التي تشجع على الصبر.

مثال على ذلك شجعي طفلك على القيام بأشياء لا تعطي نتائج فورية مثل حل الألغاز أو أن يزرع بذرة زهرة في حديقة المنزل ومشاهدتها تنمو بمرور الوقت.

مع التأكد من أنه لا يقضي كل وقته على الأجهزة عالية التقنية التي تقدم نتائج فورية بنقرة واحدة فقط.

لا تستخدمي العقاب البدني لتأديب الطفل:

العقوبة البدنية ليست أفضل طريقة لتأديب الأطفال لأن الغرض من تأديب الأطفال هو تعليمهم الامتناع عن الصراخ أو نوبات الغضب أو فعل أمر سيء وعندما يتم معاقبة الطفل بدنيًا سيتوقف عن هذا الفعل السيء خوفًا من العقاب دون فهم أن هذا الفعل سيء.

عليك أن تستبدلي السلوك السيئ وغير المرغوب فيه بالسلوك الجيد والمقبول والإيجابي.

على سبيل المثال إذا كنت لا ترغبين في أن يلعب بالكرة داخل الغرفة حتى لا يكسر أي شيء من أثاث المنزل يمكنك أن ترشديه إلى أن هذا الأمر سيء وأن اللعب بالكرة سيسبب تكسير لبعض أثاث المنزل وقومي معه واتركيه يلعب بالكرة في حديقة المنزل.

علمي طفلك مشاعر التعاطف مع الآخرين:

لينشأ طفلك طيبًا ويحب الآخرين شجعيه على التواصل باللعب مع الآخرين ومشاركتهم الألعاب فهذا يبعده عن التصرفات السيئة وأن كل شيء له ولا يمكن لأحد أن يأخذ منه أي شيء.

وعندما تجديه يتواصل بالتعاطف مع الآخرين أظهري له الاحترام وعززي هذا الموقف الإيجابي بلغة بسيطة يفهمها فهو بهذه الطريقة سيريحك في مجالات أخرى.

على سبيل المثال إذا كان طفلك لا يريد مشاركة الألعاب مع صديقه فاسأليه “كيف تعتقد أن صديقك يشعر عندما لا تشارك الألعاب معه؟” ستجديه من نفسه يشارك صديقه باللعب.

انتقدي سلوك طفلك وليس طفلك:

سلوك الطفل

عندما يرتكب طفلك شيئًا خاطئًا لا تخبريه بمدى سوء حالتك وأنه طفل سيء بل أخبريه أنه لم يفعل الشيء الصحيح.

على سبيل المثال أخبريه أن “الجري في الشارع دون مشاهدة السيارات ليس فعلًا صحيحًا” ثم أخبريه بما يجب عليه فعله بدلاً من ذلك: “انظر إلى السيارات القادمة في كلا الاتجاهين أولاً ثم اعبر الشارع”.

ساعدي طفلك على فهم لغة الجسد

الإيماءات وتعابير الوجه التي نقوم بها نفهمها لكن الطفل أيضًا يجب أن يفهمها كأن أقول له هل لاحظت كيف ابتسم لك عمك عندما طلب منك أن تعطيه جهازه الخلوي وجلبته له؟ أو هل لاحظت أن أباك عبس وغضب منك لأنك رفضت أن تشارك أختك في لعبتك.

في البداية لن يفهم الطفل هذه الإيماءات والتعابير لكن مع مرور الوقت سيفهمها وسيهتم أيضًا بردود فعل الآخرين عن تصرفاته وردود فعل الآخرين عنها وسيكون قادرًا بشكل أفضل على التعرف على كيفية تأثير سلوكه على الآخرين.

قضاء بعض الوقت مع طفلك:

اللعب مع الطفل

عليك أن تتوقفي عن العناية بالمنزل طوال الوقت واعطي لطفلك بعضًا من وقتك وقومي بقراءة قصة له أو كتاب مشوق فيه بعص الصور العلمية أو الحيوانات أو قومي بالمشي في الحديقة معه أو اللعب معه بألعابه أو شده ليقوم بمساعدتك وأنت تنظفين المنزل.

إن القيام بهذه الأفعال يُشعر طفلك بمدى اهتمامك به فما يريده الأطفال هو انتباهك وعادة ما يكون السلوك السيئ وسيلة لجذب انتباهك فاستغلي هذا السلوك بالاهتمام به وأعطيه الأولوية التي يحتاجها من الحب والاهتمام.

أثناء تربية أطفالي أشعر بالتعب الشديد هل هذا طبيعي؟

مساعدة الآخرين لك

نعم طبعًا فالأهل يتعبون عند تربية الأطفال كون الطفل يأخذ الكثير من الوقت والطاقة منكم مما يصبح هذا الأمر أكثر صعوبة عندما يكون لدى الأم والأب مشاكل في حياتهم مثل مخاوف العمل، أو القلق بشأن دفع الفواتير، أو مشاكل في العلاقات ومن أجل أن تتخطي هذا التعب عليك الاعتناء بنفسك من خلال اتباع هذه الأمور:

خذي قسطًا من الراحة لأن كل شخص يحتاج إلى الراحة ووقت الفراغ.

يمكنك أن تطلبي من زوجك رعاية الطفل والذهاب لرؤية أصدقاءك ومعارفك بنفسك.

أو يمكنك طلب المساعدة من أحد الأقرباء (أمك أو أختك) لرعاية طفلك لبعض الوقت.

أخيرًا ….

أظهري لطفلك حبك وأخبريه كل يوم أنك تحبينه وتهتمي به ولا تنسي تقبيله ومعانقته كلما سنحت لك الفرصة.

إن تربية الأطفال لا تتم بين يوم وليلة إنها تحتاج لوقت طويل ومشوار متواصل مع الطفل إضافة إلى أنها تحتاج للصبر وتجمل النتائج.

لكن يجب أن تفهمي عزيزتي الأم أن الأطفال بذور إن زُرعت في تربة خصبة وصالحة ستنمو بالشكل الصحيح والمريح ولكن تحتاج لصبر. ركزي على مواصلة هذه الأساليب التي قدمناها لك وستجدين الفرق يتطور كلما كبر طفلك وأدرك ما يدور حوله.

ومع الوقت سيقل تدخلك في تصرفاته، إنهم أطفالنا والنتائج الجيدة في تربيتهم في صالحنا وصالحهم معًا.

اصطحبي طفلك إلى الحديقة وتمتعي معه بالهدوء وجمال الطبيعة.

376 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *