قصر الجرف تاريخ يعود لقبل 200 عام

قصر الجرف تاريخ يعود لقبل 200 عام

على الشاطىء الغربى لنهر النيل، بمدينة الأقصر التاريخية فى صعيد مصر، ووسط الزراعات والطبيعة الريفية الخلابة، يقع قصر الجرف، أو “الجرف بالاس” كما يطلق عليه السياح والسكان الأجانب فى المنطقة الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات الفراعنة.

وقصر الجرف، الذى باتت زيارته متاحة أمام المصريين والأجانب اعتبارا من هذا الشهر، هو بيت تراثي أُقيم بهدف استعادة روح العمارة المصرية وفنونها المختلفة، وتمكين زواره من معايشة الحياة فى مصر قبيل 200 عام مضت.

وسيتمكن زواره من العيش وسط عمارة أقرب إلى الفن منه إلى نظام بناء، فهنا غرف بنيت بنظام القبو، واستمدت روحها من عمارة المعمارى المصرى العالمى المهندس حسن فتحى، وهنا مشربيات تستعيد روح العمارة الإسلامية والعربية فى القاهرة الفاطمية، وهنا تحف تعود بالزائر لحقبات تاريخية ترجع لأكثر من قرن من الزمان.

وقال محمد فاوى أحد مؤسسى البيت والناشط فى مجال تشجيع السياحة الثقافية فى مدينة الأقصر، لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ”، إنه تم تشييد ذلك البيت التراثى التاريخى بتمويل شخصى من مجموعة من المعنيين بإحياء العمارة والفنون القديمة، وبدعم ورعاية من مؤسستين معنيتين بالتراث والثقافة والعمارة والفنون والسياحة الثقافية، وهما جمعية إيزيس للثقافة والتنمية، والجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية.

ويقع البيت فى منطقة تعرف باسم “الجرف”، وتقع ما بين النيل والزراعات وأشجار النخيل والسواقى القديمة التى كانت تستخدم فى رى الزراعات قبيل عقود مضت، وروعى أن يشتمل على الكثير من روح مصر الفنية والشعبية والتاريخية، حيث تم الاستعانة بأكاديميين فى مجالات العمارة والهندسة والفنون الجميلة، وذلك فى إطار مبادرة مجتمعية هدفها الحفاط على فنون وعمارة مصر.

الدخول مجانا

وسوف تكون زيارة البيت ورؤية معالمه وتحفه والاستمتاع بممارسة الفنون التشكيلية من رسم ونحت وتصوير سيكون بالمجان، لكن البيت يتيح المبيت بداخله برسوم خاصة.

وتقول الدكتورة مارينا هتشين مديرة قصر الجرف والناشطة البريطانية فى مجال حماية الفنون التراثية، والمقيمة بمدينة الأقصر، لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ”، إن البيت به ثماني عشرة غرفة كلها تطل على نهر النيل والطبيعة الريفية فى آن واحد، وأن الغرف بنيت بطراز معمارى فريد، فلكل غرفة مدخل خاص، وكل غرفة تحاكى نمطا معماريا وهندسيا مختلفا من الأساليب المعمارية والهندسية والفنية التى عرفتها العمارة المصرية طوال قرون مضت.

مديرة قصر الجرف، تذكر أن البيت الذى يستعيد ثقافة المساحات الخضراء والاحتفاء بنهر النيل، مفتوح أمام متذوقى العمارة والفنون التراثية، وأمام المصورين والفنانين التشكيليين، والموسيقيين أيضا لتمكينهم من ممارسة إبداعاتهم وسط أجواء تم استدعاؤها لهم من عصور مضت، والبيت مفتوح أيضا لإقامة المعارض التشكيلية والحفلات الموسيقية.

وجرى افتتاح البيت فى مناسبة احتفالات ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر فى مصر، وأصبحت زيارته متاحة منذ مطلع الشهر الجارى، وسوف يقام احتفال فني وموسيقي للاحتفاء بافتتاح البيت فى حضور المعنيين بالثقافة والتراث والفنون، والأكاديميين والخبراء السياحيين والمسؤولين فى قطاعى السياحة والثقافة وسلطات محافظة الأقصر، وذلك فى الخامس عشر من الشهر الجارى.

مغاير لمتحف جاير أندرسون

وقالت شيرين النجار رئيسة جمعية إيزيس للثقافة والتنمية، لـ”د.ب.أ”، إن قصر الجرف قريب فى عمارته وتحفه وما يعرض له من فنون وطرز معمارية، من تلك التى يراها الزائر لمتحف جاير أندرسون الواقع وسط شارع أحمد بن طولون بالقاهرة التاريخية.

ودعت النجار، إلى دعم المؤسسات الثقافية والسياحية لمثل تلك المبادرات، معبرة عن أملها فى أن ترى مبادرات مماثلة توثق وتحكى تاريخ العمارة والفنون بكل محافظة تاريخية مصرية.

وأشاد ثروت عجمى رئيس غرفة وكالات السفر والسياحة فى الأقصر، ومحمد عثمان رئيس لجنة التسويق السياحى فى الأقصر، فى تصريحات لـ”د.ب.أ”، بمبادرة قصر الجرف لإحياء العمارة والفنون المصرية، موضحين أنه يضيف للمدينة نمطا جديدا من السياحة الثقافية، بجانب ما تتفرد به من أنماط سياحية لا توجد إلا على أرض الأقصر مثل سياحة البالون الطائر.

ويقول أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، لـ”د.ب.أ”، إن قصر الجرف الممتد على مساحة عشرة آلاف متر مربع، بات معلما سياحيا وتراثيا مهما فى مدينة الأقصر التى يزورها مئات الآلاف من السياح فى كل عام.

168 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *