الشاعر الذي قتله شعره

الشاعر الذي قتله شعره

عُرف ابن الرومي بأنه من أشهر الشعراء المولّدين في القرن الثالث الهجريّ في العصر العباسيّ، ويمتاز شعره بالسلاسة، والعذوبة، والإطناب، وقد تميّز معظم شعره بأنّه هجاء بصورة كاريكاتورية.

نبذة عن إبن الرومي

أبو الحسن علي بن العباس بن جريج وقيل جورجيس, 836- 896 م ، والمعروف بإبن الرومي , شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي. يعود لقبه الى أنه ذو أصل روميّ من جهة الأب، أما والدته فمن أصل فارسي .

يعد ابن الرومي من اشهر شعراء العصر العباسي وإتصف بإنه كان مولعاً بالعلم، فقد انصرف لمتابعة تعليمه في مجالس العلماء، والفقهاء، والأدباء، والرواة منذ صغره، وقد تتلمذ على يد العديد من المعلمين، واهتمّ بتعلم الفلسفة، بالإضافة إلى أنه اتجه لتعلم الثقافة المعاصرة، والشعر، ورواية القديم والحديث. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن ابن الرومي.

بدايات إبن الرومي

ولد أبو الحسن علي بن العباس بن جريج بالعقيقة ببغداد في ظل الدولة العباسية في 25 يونيو عام 836م، وبها نشأ وكان مسلماً موالياً للعباسيين.

بدأ ابن الرومي حياته في العصر العباسي الأول ومضی أکثر عمره في العصر العباسي الثاني. عاصر تسعة من الخلفاء العباسيين: المعتصم والواثق والمتوکل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدی والمعتمد والمعتضد.

حينما کان طفلاً صغيراً توفي أبوه فکفله أخوه وأمه ويبدو أن أخاه کان يعاشرالأدباء والظرفاء ويحضر مجالسهم ويقضي أيامه في جلسات الشرب واللهو في بساتين بغداد،فکان يصحب أخاه إلی کل ذلك،و قد کان أخوه ظريفاً حاضر النکتة والبديهة وکان يجمع بين الإمعان في اللهو وحُبَّ الأدب ومجالس العلماء وهکذا نری أنَّ شاعرنا قد بدأ بداية مترفة بين أخيه وأمه.

عاش ابن الرومي أيضاَ في الجو الَّذي اختلط فيه الاضطراب السياسي والرفاه الاجتماعي، في العلم والثقافة والثورات،وليس ،في يديه سلاح سوی الثقافة الواسعة وشعره،إذ يبدو أنَّ أخاه قد أسرف في البذل علی الملّذات،فأنفق کل ماله، واتخذ ابن الرومي الشعر وسيلة إلی العيش.

أخذ ابن الرومي العلم عن محمد بن حبيب، وعكف على نظم الشعر مبكراً، وقد تعرض خلال حياته للكثير من الكوارث والنكبات التي توالت عليه ، فجاءت أشعاره انعكاساً لما مر به.

وبالنظر إلى تاريخ المآسي الذي مر به نجد انه ورث عن والده أملاكاً كثيرة أضاع جزء كبير منها بإسرافه ولهوه، أما الجزء الباقي فدمرته الكوارث حيث احترقت ضيعته، وغصبت داره، وأتى الجراد على زرعه، وجاء الموت ليأخذ منه عائلته واحداً تلو الآخر، فبعد وفاة والده، توفيت والدته ثم أخوه الأكبر وخالته، وبعد أن تزوج توفيت زوجته وأولاده الثلاثة.

وفاة إبن الرومي

توفي ابن الرومي مسموماً ودفن في بغداد في 18 يونيو عام 896 م، قال العقاد “أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سلمان بن وهب، وزير الإمام المعتضد، كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه بالفحش، فدس عليه ابن فراش، فأطعمه حلوى مسمومة، وهو في مجلسه، فلما أكلها أحس بالسم، فقال له الوزير: إلي أين تذهب؟ فقال: إلي الموضع الذي بعثتني إليه، فقال له: سلم على والدي، فقال له: ما طريقي إلى النار.

219 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *