آداب عامة على الطريق

   آداب عامة على الطريق

  آداب عامة على الطريق

جمع وترتيب: فؤاد ادعيس

عندما يتمتع الطفل بالأخلاق الكريمة والسلوك الحسن، عندما يكون شخصاً محبوباً ومهذباً يصبح مفخرة لوالديه ومحط إعجاب الآخرين ومثالاً يَحتذِي به أخوته الصغار.

إن تعليم الطفل الآداب العامة يساعدنا على تهيئته ليصبح إنساناً صالحاً يتمتع بالقبول والحضور الاجتماعي المميز وليكون أكثر نجاحاً في الحياة من غيره.

والأسرة هي المدرسة الأولى لتعلم الآداب العامة والتدرب عليها وممارستها، وعلى قدر أهميتها بالنسبة للأبوين ستصبح مُهمّة للطّفل  ، فلا يمكن أن تكون أمراً إلزامياً بالنسبة له إن كان والداه يتظاهران فقط.. إنها أمر يجب تعلمه كالمشي وتناول الطعام والقراءة والكتابة.

ولا شك أن غرس القيم والمبادئ في الطفل وتعليمه الآداب العامة لن يكون بالأمر السهل أو يمكن أن يحدث دفعة واحدة بل خطوة بخطوة، ولابد أن نكون قدوة للطفل بأن نتصرف وفق الأخلاق الكريمة، ويمكن أن نختار موضوعاً كل أسبوع ونركز عليه لتعليمه للطفل، كما ويمكن أن نخترع لعبة معيّنة تساعد الطفل على اكتساب تلك المهارة بسرعة، مثل الطرق والاستئذان قبل الدخول إلى الغرف.
هل يوجد سنٌّ معينة لتعلم الآداب العامة وما السلوكيات التي ينبغي أن يتدرب عليها الطفل وكيف سيواجه الطفل السلوكيات السلبية في المجتمع؟

تعليم الطفل الآداب العامة يساعدنا على تهيئته ليصبح إنساناً صالحاً يتمتع بالقبول والحضور الاجتماعي المميز وليكون أكثر نجاحاً في الحياة من غيره

متى يحدث ذلك؟

لن يكون الأمر مبكراً على تعلم الآداب العامة، يمكن للطفل في سن السنتين أن يدرك معاني كلمة “شكرا” و “من فضلك” لذلك يجب أن نواظب على استخدامها لأنه عند سماعها كثيراً ودائماً من طرف والديه سيصبح استخدامها عادة هامة بالنسبة إليه، كما أننا لا يجب أن نصمت أو نبتسم عندما يسيء الطفل التصرف مهما كان سنه ؛ لأنه سيعتقد أن ما فعله هو الصواب، بل ينبغي أن نوجهه ونصحح أخطاءه بهدوء ولطف، فالتعامل بلطف واستخدام العبارات المهذبة والمرونة كلها أمور يلاحظها الطفل في حياته اليومية من خلال والديه فيسجلها ويقلّدها وتنعكس على تصرفاته وطباعه.

لا يجب أن نصمت أو نبتسم عندما يسيء الطفل التصرف، مهما كان سنه، لأنه سيعتقد أن ما فعله هو الصواب

ما الأشياء التي ينبغي أن يتعلمها؟

القيم، عندما تطلب منه شيئا افتتح الطلب بعبارات على نحو: “من فضلك”، “لو سمحت”، عندما يساعدك في شيء قل له: “شكرا”، علمه عدم إفشاء الأسرار أو التحدث بالشؤون الخاصة للأسرة مع الغرباء وألا يقاطع البالغين أثناء حديثهم ما لم يكن هناك أمر طارئ، وأخبره أنك ستتفرغ للحديث معه عندما تنتهي، علمه أن ينادي البالغين بالألقاب بدل الأسماء على نحو: عمّي خالتي سيّدي سيدتي. إلخ.
علّمه احترام الآخرين ومساعدتهم ما أمكنه ذلك، أطلب منه أن يلقي التحية على من يقابلهم، علمه الاستئذان قبل الدخول إلى غرف الآخرين وأن ينتظر حتى يسمح له بالدخول وأن يستأذن قبل أن يأخذ شيئاً لا يخصه، علمه أن يعتذر عندما يخطئ وألا يحدّق في الآخرين أو ينتقد أشكالهم أو ملابسهم، علمه أن يحترم خصوصية الآخرين أثناء الذهاب لزيارتهم في بيوتهم فلا يلمس أي شيء يخصهم.

ما يجب أن يفعله الطفل أن يتمسك بأخلاقه الحسنة وأن يقاوم كل السلوكيات السلبية التي من الممكن أن تؤثر على سلوكه بأن يقابلها دائما بما لديه من ذوق وتهذيب

من الضروري أن يتعلم الطفل آداب المائدة وآداب الطريق. ومن المهم أن نراقب سلوك الطفل عن كثب فنثني على سلوكياته الجيدة ونقوم بتصويب السلوكيات الخاطئة، ونمدحه أمام الآخرين  ليزداد ثقة بالنفس. ولعل السبب الرئيسي في تعلم الطفل التهذيب والكياسة هو أن يترعرع في بيئة تعتبر الآداب العامة أمرًا ضروريا إذ إننا يجب أن نعلم الطفل الآداب والأخلاق؛ لأن هذا ما ينبغي أن يحصل لا لأن الآداب العامة أمر ظرفيّ، كأن يتعلم قول من فضلك لأنه سلوك مهذب وليس لأننا نريد الحصول على شيء معين.

الآداب العامة في مواجهة السلوك السلبي

في إحدى القصص الرمزية ذُكر أن رجلاً كان ينزل إلى كشك قرب عمارته ليشتري جريدة وكان كل صباح يلقي التحية على رجل جالس قرب الكشك ولكنه لا يرد، ومع ذلك استمر لأسابيع طويلة يلقي التحية. وعندما سأله صاحب الكشك: لماذا تستمر بتحيته بالرغم أنه لا يرد؟ أجاب الرجل: “إذا لم أستمرّ في إلقاء التحية عليه فهذا يعني أنه علّمني سلوكه. فهل أُعلّمه الأدب أم أتعلم منه سوء الأدب!”.

ما يجب أن يتعلمه الطفل أولا هو أنه سيصطدم في هذه الحياة بكثير من المصاعب والأخلاق السيئة وبأشخاص تختلف طبائعهم وسلوكياتهم وأهم شيء يجب أن يفعله هو أن يتمسك بأخلاقه الحسنة وأن يقاوم كل السلوكيات السلبية التي من الممكن أن تؤثر على سلوكه بأن يقابلها دائماً بما لديه من ذوق وتهذيب.

325 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *