أفضل البلدان سمعة على مستوى العالم !!

أفضل البلدان سمعة على مستوى العالم !!

سعت إحدى الدراسات الحديثة التي أجراها “معهد السمعة” – وهو مؤسسة للاستشارات المتخصصة في قياس السمعة – إلى تحديد الفكرة السائدة عن أكثر البلدان التي تحظى بسمعة طيبة بين الناس من خلال 16 عاملا مختلفا من العوامل التي تؤثر في ذلك، ويشمل ذلك ما إذا كان البلد جميلاً، وآمناً للزيارة، وكان مواطنوه ودودين، ويتعاملون بترحاب مع الزائرين، وكان في البلد سياسات تقدمية وحكم رشيد

السويد

تم تصنيف السويد من جديد كأفضل البلدان سمعة في العالم، متفوقة بذلك على كندا. وتتوفر في السويد كل الخصائص والمعايير التي حدده الباحثون مسبقا، فهي دولة آمنة، وجميلة، وترحب بزائريها، حسب ما يقوله مواطنوها. وتتفرد السويد من بين بلدان أوروبا الغربية بأنها لم تتأثر بالحرب العالمية الثانية، وبقيت محايدة حتى اليوم.

يقول الدكتور إرنست أدامز، وهو مواطن بريطاني ولد في الولايات المتحدة، ويعيش في السويد جزئياً كمستشار ومحاضر في جامعة أبسالا: “تبدو السويد سعيدة بهذه المكانة، بينما في نفس الوقت تعتبر إحدى أكثر الدول ترحيباً باللاجئين في أوروبا. هذه فضيلة موجودة لديهم منذ زمن طويل، فقد أنقذوا تقريباً جميع يهود الدنمارك خلال الحرب”.

وغالبية الوافدين يعيشون في العاصمة ستوكهولم حيث توجد المقرات الحكومية، ومراكز المال والأعمال. ويشيع في السويد الحديث باللغة الإنجليزية، مع أن بعض الوافدين يشعرون في البداية أن المواطنين يمكن أن يكونوا متحفظين قليلاً.

تقول كات تريغارسزكي، وهي مواطنة سويدية ومؤلفة كتاب “أم إنجليزية في ستوكهولم”: “بعد الإقامة هنا لفترة من الزمن، تبدأ في إدراك حقيقة أن الناس يحبون الاحتفاظ بخصوصيتهم لأنفسهم، مع احترامهم للآخرين أيضاً. من المعتاد جداً ألا تعرف جيرانك بشكل جيد”.

وتعرف السلع والبضائع المتعلقة بالترفيه والتسلية بارتفاع أسعارها في ستوكهولم (إذ تبلغ ضريبة القيمة المضافة هنا 25 في المئة من سعر السلعة، ويشكو المواطنون باستمرار من ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية، حيث يصل سعر كأس الكوكتيل إلى 130 كرونا، وهي عملة السويد).

رغم ذلك، يطهو الكثير من السويديين طعامهم في البيت، ويوفرون نفقات السيارة باستخدام شبكة المواصلات العامة الواسعة، وذات الأسعار المقبولة.

كندا

رغم تراجعها إلى المرتبة الثانية، يتحدث الكنديون بشكل أكثر إيجابية – أكثر من أي وقت مضى- عن بلادهم الأصلية، خصوصاً أن الحكومة تواصل سياستها في الترحيب باللاجئين السوريين.

يقول جيرمي أرنولد، وهو كندي من السكان الأصليين، وكاتب منتظم عن شؤون الحياة في كندا: “هناك اهتمام على المستوى القومي للتأكد من أن من عانوا كثيراً ينبغي أن يعيدوا بناء الحياة التي يستحقونها. الكندي العادي يعرف بحماسه لحماية حياتنا المميزة، وطريقتنا الجماعية في الحياة. نحن نحب مشاهدة مقاطع الفيديو التي تتحدث عن المهاجرين السوريين وهم يستمتعون بيومهم الأول في كندا”.

وتتبوأ كندا أيضاً مكانة رفيعة بين الدول الأكثر أماناً. لكن هذا لا يعني أنها بلا مشاكل. ويشرح أرنولد ذلك بقوله: “بلادنا ليست المدينة الفاضلة، لكن لدينا شبكة سلامة اجتماعية قوية، والتزام مشترك بقيم مختلفة، منها الاحترام المتبادل، والتعدد الثقافي المبهج”.

جميع المواطنين الكنديين تقريباً يعيشون في مدن على مقربة 100 ميل من الحدود مع الولايات المتحدة، مما يجعل من السهل للوافدين الأمريكيين الدخول والخروج.

يقول أرنولد: “لدينا أيضاً سياسة منفتحة فيما يتعلق بتأشيرات الدخول للدول الأعضاء في اتحاد الكومنولث”.

وتعد مدينتا فانكوفر، وتورنتو المكان المفضل على الدوام للوافدين، لكن العديد منهم يفضل العيش قرب الأهل والأصدقاء، أو في الأماكن التي استقر فيها الوافدون من الأجيال السابقة.

وبينما تعتبر تكلفة المعيشة مرتفعة في كل من تورنتو وفانكوفر، مقارنة بالأسعار العالمية، تعد كندا بشكل عام نسبياً معقولة من حيث الأسعار مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة.

حتى المدن الكبيرة يمكنك السفر إليها والتنقل داخلها بتكلفة مقبولة، وذلك إذا كنت تسكن في أماكن تبعد قليلاً عن المراكز الرئيسية بالمدن، كما يقول أرنولد.

سويسرا

بينما يمكن أن يكون الجمال الطبيعي مسألة حظ، هناك عوامل مثل المواطنين الودودين، والسياسات التقدمية تضاف إلى ثراء البلاد وثقافتها، وهي أمور تمتلكها سويسرا، كما يشرح جيسون لي الذي عاش في سويسرا لثلاث سنوات، ويقطن الأن في كانبيرا بأستراليا.

ويضيف لي: “ليست هناك حاجة للقول إن سويسرا بلد غني بالفعل. وهي تملك أيضا تراثاً طويلاً من حسن الضيافة، منذ أيام الرحلات الكبيرة التي كان يقوم بها الأرستقراطيون الإنجليز، وأول رحلات نظمها توماس كوك لسويسرا عام 1841”.

ويتابع: “عشرون في المئة من سكان سويسرا هم من الوافدين، وتعتبر السياحة إحدى جوانب النشاط الاقتصادي المهمة، لذلك فإن أولئك الذين يعملون في مجال السياحة والضيافة متعودون على التعامل مع الأجانب”.

وبينما ينتهي المطاف بالعديد من الوافدين في المراكز التجارية مثل جنيف و بازل وزيورخ، إلا أن لي وجد نفسه منسجماً مع العيش في لوزان، التي تبعد 60 كيلومتراً إلى الشرق من جنيف.

ويمضي لي قائلاً: “على العكس من زيورخ أو جنيف، تعد لوزان مدينة جامعية لا تغلب عليها الأنشطة الصناعية. فالطلاب من جامعة لوزان ومعهد البوليتيكنيك الفيدرالي يضفون حيوية ونشاطاً على المدينة، وفيها أفضل حياة ليلية في سويسرا”.

وعلى الرغم من أن ترتيب سويسرا دائماً يأتي على أنها واحدة من أغلى دول العالم، إلا أن المواطنين يستفيدون من تحديد قيمة الإيجارات، ومن نظام التأمين الصحي العالمي.

139 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *