أنواع الحب في الإسلام

أنواع الحب في الإسلام

تعريف الحب في الإسلام يتميز الدين الإسلامي بطريقته في بناء وتربية النفس الإنسانية المُتّزنة، وذلك بأسلوب عمليّ يضمن مراعاة جانبَيها الروحي والمادي فلا يطغى اهتمامه بأحدهما على الآخر؛ فقد قال -تعالى-: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، كما ويسعى الدين الإسلاميّ إلى مراعاة أدقّ مشكلات النفس بحيث يُخرجها من كدرها وضيقها إلى سعتها واستقرارها، ومشاعر الحب من الأمور التي لا يستغني عنها الإنسان الباحث عن الاستقرار النفسي؛ فهي تتمثّل في الجانب الروحي منه الذي لا ينفك عن جانبه الماديّ، لذا حرص الإسلام على ضبط هذه المشاعر بما يُحقّق للنفس السعادة والاطمئنان.

أنواع الحب في الإسلام تتعدّد أنواع الحبّ في الإسلام، ومنها ما يأتي:

حب الله ورسوله:

تعدّ محبة الله -تعالى- ومحبّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى الأمور التي فُرضَت على المسلم؛ لأنّ إيمانه لا يكتمل إلّا بها؛ فهي من شروط الإيمان، ويترتب على هذه المحبّة وجوب الامتثال لأمريهما؛ فإن عصاهما الإنسان ولم ينصاع لهما كان ذلك دليلاً واضحاً على فساد ادّعائه بمحبتهما، ومن النصوص الشرعيّة الدالّة على هذا النوع من الحب قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ)،وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).

حب المؤمنين الصالحين وعلماء الدين:

تعدّ محبّتهم واجبة على المؤمن حيث أنّها من فضائل القربات والعبادات المُقرِّبة إلى الله -تعالى-، ومن النصوص الشرعية الدالّة على هذا النوع من الحبّ قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ).

حب الزوجة والأولاد:

يُفطَر الإنسان على حبّ الزوجة والولد، حيث أنّه يميل ويسكن إلى زوجته بالفطرة، وإن حباها الله -تعالى- بجمال ودين وأخلاق كان ذلك سبباً في إزدياد محبّته لها، وكذلك الولد. حب الوالدَين والأقارب: يُفطَر الإنسان على حبّ والدَيه لإحسانهما إليه، وعطفهما عليه، وقيامهما بتلبية كلّ ما يحتاج إليه وهو صغير، حتّى أصبح كبيراً قادراً على تحمّل مسؤولية نفسه. حب كل ما يحبه الله -تعالى-: يُدخل هذا النوع من الحب العبد في ملّة الإسلام، ويجعله مُحبّباً إلى الله -تعالى ومقرّباً إليه؛ فكلّما ازدادت هذه المحبّة في قلب العبد؛ ازدادت مكانته ومحبّته عند الله -تعالى-.

الحب في الله ولله:

يترتب على محبّة ما يحبّه الله -تعالى- الحبّ فيه وله،وقد وعد الله -تعالى- المتحابّين فيه بأنّهم من السبعة الذين ينالون نعمة الاستظلال بظلّه يوم القيامة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ) -وذكر منهم- (وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ).

133 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *